الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فيقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)) (التوبة:73)
ويقول جلَّ شأنه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)) (التوبة:123).
تُوجِّهنا هذه الآيات الكريمات نحو التعامل مع الكافر الحربي الذي أعلن الحرب علينا وأعلن القتال ضدنا ، وكلتا الآيتين تأمرنا بالغلظة مع الكافر في التعامل لأنَّ الكافر الذي حمل في وجهنا السلاح ليس لنا معه سوى السلاح أيضا وإذا ما تعاملنا معه فنتعامل بعلوِّ وتكبُّرٍ وهذا مصداقا لقوله تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)) (الفتح:29) . هذا هو وصف المؤمن الرباني يكون شديدا على الكافر غليظا معه رحيما مع المؤمن والتكبُّر على المتكبر تواضع، وفي غزوة بدر عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا أبا دجانة يمشي ملاقيا العدوَّ متبخترا قال فيه: ((إنَّها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن)) ، هكذا يأمرنا القرآن أن نكون وهكذا أمرتنا سنة نبينا عليه الصلاة والسلام .
لذلك يجب على كل مسلم يؤمن بالله تعالى واليوم الآخر أن يقاطع الاحتلال وأعوانه وأذنابه بكل أشكال المقاطع ة وعدم التعامل مع الاحتلال ومع من باع بلده للاحتلال الذين شرعنوا له وطلبوا بقاءه، كل هؤلاء نقاطع هم ليشعروا بخطئهم الجسيم ولعلهم يعودون لرشدهم.
ومن المعلوم أيُّها الإخوة أنَّ التعامل مع الكافر الحربي إنَّما يكون من قبل السلطة الشرعية ولا يجوز لأحد غيرها أن تتصدى للتفاوض مع أحد والحكومات التي توالت على السلطة من عهد بريمر إلى يومنا هذا ما هي إلا حكومات عميلة غير شرعية لا تمثل إرادة الشعب العراقي وكل الاتفاقيات التي عقدت وكل القرارات التي اتخذت من أول قرار إلى آخره مرورا بتغيير العلم العراقي ذلك التغيير الذي يحمل في طياته اللمسات الأولى للمشروع الأمريكي لتقسيم العراق كلُّها قرارات باطلة لا تحمل أي شرعية وذلك لأنَّ ما بني على الباطل فهو باطل.
إنَّ السلطة الشرعية المتمثلة بـ ((القيادة العليا للجهاد والتحرير)) التي كانت تحكم العراق قبل الاحتلال وتدبر أمر هذا البلد هي نفسها اليوم تقود كتائب الجهاد وتسير السرايا المؤمنة لتحرير آخر شبر من عراقنا الحبيب وتعمل على إفشال كل المخططات الاستعمارية الهادفة للنيل من وحدة العراق ومن سيادته على أرضه.
في السنوات المنصرمة من عمر المسيرة الجهادية المباركة كنَّا نحثُّ الفصائل الجهادية على التخفي والبعد عن التكتلات وتشكيل مجاميع مغلقة على نفسها لا تنفتح على بعضها البعض وبهذا كانت المسيرة وكان استنزاف العدو وكانت الخسائر التي نقدمها أقل ما يمكن وحيث الخروقات الأمنية ضعيفة جدا، لكننا اليوم نرى أننا قطعنا مسافة شاسعة وانعطفنا في طريق آخر يتطلب منا في مرحلته الراهنة أن نغير إستراتيجيتنا القتالية وأن ننظم جيشا من المقاتلين الأبطال يكون هذا الجيش على غرار الجيوش التقليدية حسب ما تفرضه الساحة علينا وحسب الإمكانيات القتالية والتسلح المتاح لنا في الوقت الراهن ، وعذرا إن لم نكن نستطيع أن نبين أكثر مما بينا لكن المهم هو أننا نعد العدة لخوض معركة الحسم التي ستحين ساعة الصفر فيها بعد زمن ليس بالبعيد، نخوض مع أذناب المحتل معركة الحسم معركة بغداد التي آن أوانها ومن هنا ندعوكم يا أبناءنا الكرام من أبطال المجاميع الجهادية التي ربما لم تصلها أصواتنا بعد، نقول لكم آن الأوان اليوم لأن تُبدلوا الإستراتيجية القتالية التي كنتم عليها في الأمس لأنَّ متغيرات الساحة تدعوكم لذلك.
اليوم تفرض علينا ساحة المعركة أن نتحد جميعا تحت راية واحدة كي لا تتشتت قوانا وكي ننهال على المحتل وأعوانه ونبيده إلى الأبد، ونوحد العراق وشعبه من جديد ونعيده إلى سالف مجده، نابذين التعصب الطائفي المقيت الذي لم يجر على بلدنا غير الدمار، ونحن أيها الإخوة لا نسلط أنفسنا على رقاب الناس لكن شاءت الأقدار أن نكون السلطة الشرعية لهذا البلد قبل احتلاله وبقيت الأمور هكذا بعد وقوع الاحتلال حيث أن الاحتلال لا يمثل السلطة الشرعية للبلد المحتل وهكذا الحكومة التي تأتي تحت ظله.
وهناك مشروع سياسيٌّ سيتمّ بعد خروج المحتل من العراق قد وضعناه سوية بمشاركة كل قوى المقاومة العراقية البطلة التي اجتمعنا معها تحت القيادة العليا للجهاد والتحرير وهذا المشروع يكون على شكل خطوات وحسب التسلسل الآتي:
1. يتم تشكيل مجلس وطني أو (مجلس شورى) من قوى المقاومة الوطنية التي أنجزت عملية التحرير، كي يتولى هذا المجلس تشكيل حكومة انتقالية تصرف أمور البلد وتهيؤ لانتخابات عامة.
2. تشكل لجان متخصصة من أصحاب الكفاءات العلمية والشخصيات الوطنية لإقامة انتخابات حرة نزيهة تتيح للشعب اختيار ممثليه وقادته و تداول السلطة فيه عبر صناديق الاقتراع في انتخابات لدولة فيها المصدر الأساسي لتشريع القرآن الكريم ثم هدي النبي عليه الصلاة والسلام من السنة الشريفة ثم هدي الخلفاء الراشدين الهادين المهديين ثم من تبعهم بالحق والعدل والخير إلى يومنا هذا ثم ما نستخلصه من تجارب الأمم والشعوب بما لا يتقاطع مع ديننا الحنيف .
لذلك ندعوكم جميعا للوحدة التي أمر الله تعالى بها لأن اليوم قد آن أوانها، وكذلك ندعو شعبنا الأبي البطل إلى البيعة للقيادة العليا للجهاد والتحرير لأنها السلطة الشرعية التي يجب على المسلم أن ينصاع لها وكما علمنا نبينا عليه الصلاة والسلام حيث يقول:
((من خَلَعَ يَدًا من طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يوم الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ له وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)) صحيح مسلم ج3/ص1478، ولا نحب لأحد من المسلمين أن يموت ميتة جاهلية بل نسأل الله تعالى أن يحينا مسلمين ويميتنا مسلمين ويبعثنا يوم القيامة مسلمين ، وفي الحديث الذي يرويه ابن عبا س (رضي الله عنهما) عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( من كَرِهَ من أَمِيرِهِ شيئا فَلْيَصْبِرْ عليه فإنه ليس أَحَدٌ من الناس خَرَجَ من السُّلْطَانِ شِبْرًا فَمَاتَ عليه إلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)) صحيح البخاري ج6/ص2588، صحيح مسلم ج3/ص1478.