بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدة الطريقة النقشبندية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد : عقيدتنا ( أي عقيدة الطريقة النقشبندية ) مبنية على كتاب الله تعالى وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعليها سلف الأمة من الصحابة ( رضي الله عنهم ) والتابعين وأتباع التابعين ( رحمهم الله ) وكبار علماء الأمة والأولياء والصالحون ومشايخ الطريقة النقشبندية، وليس في هذه العقيدة إلا ما أسند بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة وإجماع علماء الأمة، وهذه العقيدة المباركة تتمثل فيما يأتي :
الإلهيات
تنزيه الله تعالى
- نعتقد بوجوب معرفة الله تعالى، ووجوب صفات الكمال له وانتفاء صفات النقص عنه .
- ونعتقد أنه تعالى واجب الوجود قائم بذاته وصفاته .
- ونعتقد أن الله تعالى واحد لا شريك له ولا مثل له، قديم لا أول له، مستمر الوجود لا آخر له، لم يزل موصوفا بنعوت الجلال، هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم .
- ونعتقد أنه تعالى ليس كمثله شيء أي ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، ولا تحيط به جهات ولا تحويه أرضون ولا سموات .
- ونعتقد أنه تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده .
- ونعتقد أنه تعالى قريب من كل موجود، وقربه ليس كمثله شيء .
- ونعتقد أنه تعالى لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء، ولا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان بل كان قبل أن يكون الزمان والمكان، وهو خالق الزمان والمكان .
- ونعتقد أنه تعالى مقدس عن التغيير والانتقال .
- ونعتقد أنه تعالى معلوم الوجود بالعقول في الدنيا وفي الآخرة، وهو كما وصف نفسه : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) ، سورة الأنعام :103 ، وهو مرئي الذات بالأبصار للمؤمنين في الجنة .
- ونعتقد أن ما جاء في كتاب الله تعالى من الآيات المتشابهات وفي سنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) من ذكر اليد لله تعالى والعين والنفس وغير ذلك حق على الوجه الذي قاله ربنا عز وجل وبالمعنى الذي أراده، ولا نخوض في تأويلها مع اعتقادنا بتنزيه الله تعالى عن صِفات خلقه الحادثة .
صفات الله تعالى الثبوتية
- ونعتقد أنه تعالى حي لا يموت، قادر لا يعجزه شيء، وهو على كل شيء قدير .
- ونعتقد أنه تعالى خالق كل شيء، منفرد بخلقه وأعمالهم .
- ونعتقد أنه تعالى عالم بجميع المعلومات الجزئيات والكليات، وخلق الخلق وقدر أرزاقهم وآجالهم، وعلمه محيطٌ بكلّ شيء وهو جل جلاله مستغنٍ عن كل شيء .
- ونعتقد أنه تعالى ذو إرادة لا يجري في ملكه إلا ما أراد وكما أراد، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .
- ونعتقد أنه تعالى سميع بصير بعلمه وقدرته .
- ونعتقد أنه تعالى ذو كلام أزلي قديم قائم بذاته، وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور والصحف من كلام الله تعالى الأزلي القديم الذي لا يشبه كلام المخلوقات؛ إذ لا يحتاج إلى حروف وأصوات بل يوصله بقدرته إلى من يشاء من خلقه، أنزلها كلها على أنبيائه ورسله ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ).
- ونعتقد أنه الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العليا الجامعة لكل كمال، وأنها قديمة أزلية بقدمه وأزليته، وهو منزه عن كل صفات النقص والحوادث .
أفعال الله تعالى
- ونعتقد أنه تعالى لا إله إلا هو أي لا معبود بحق سواه، وكل حادث أحدثه بعلمه وقدرته إظهارا لقدرته وتحقيقاً لما علم في الأزل بإرادته .
- ونعتقد أنه تعالى متفضل على خلقه بإيجادهم؛ فبفضله ورحمته إن أسعدهم، وبحكمته وعدله إن أشقاهم .
النبوات
- ونعتقد أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ): إنسان ذكر حرّ سليم عن كل منفر طبعاً، أوحى الله تعالى إليه بشرع يعمل به، وإن لم يؤمر بتبليغه، وأن الرسول : إنسان ذكر حرّ سليم عن كل منفر طبعاً، أوحى الله تعالى إليه بشرع يعمل به، وأمره بتبليغه، ونعتقد أن الأنبياء كلهم عباد لله كسيدنا محمد وسيدنا موسى وسيدنا عزير وسيدنا عيسى وغيرهم ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ) ، وهم بشر يأكلون ويشربون، ويصيبهم كل ما يصيب البشر مما لا يقدح بنبوتهم .
- ونعتقد أنه تعالى تولى أنبياءه ورسله بعصمته إياهم عما لا يليق بهم؛ فهم معصومون من الصغائر والكبائر قبل النبوة وبعدها، منزَّهون عن كل مُنفِّر طبعا ظاهرا وباطنا كالجُذام والحقد .
- ونعتقد أن الله تعالى أوحى إلى جميع أنبيائه ورسله ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ) بالعربية، وأن كل نبي يبلغ قومه بلسانهم .
- ونعتقد أن النبي الذي أرسل إلينا هو سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ابن عبد الله بن عبد المطلب، وأمه آمنة بنت وهب، وأنه مكي المولد والمنشأ والمبعث، مدني الهجرة والوفاة والمدفن، أمي عربي عدناني قرشي هاشمي حجازي تهامي، أبيض مشرب بالحمرة، لا بالطويل ولا بالقصير، أدعج العينين أهدب، وأنه سليم من العاهات، وكما جاء وصفه على ألسنة الصحابة ( رضي الله عنهم ) ، ونعتقد بكفر من اعتقد صفة غير صفته ( صلى الله عليه وسلم ) كأن اعتقد أنه أسود أو اعتقد موضعا غير موضعه ( صلى الله عليه وسلم ) كأن اعتقد أن موضعه لم يكن بتهامة، كما أن من الكفر الاعتقاد بأي صفة نقص خَلقي أو خُلُقي فيه كالاعتقاد بأن به جذاما أو أنه حقود .
- ونعتقد أنه تعالى بعث رسوله سيدنا محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) برسالته إلى جميع خلقه في سماواته وأرضه ورحمة للعالمين، وجعله خاتم النبيين والمرسلين، ونسخ بشريعته كل شريعة، ونعتقد بكفر من كذب أو جحد أو ارتاب في رسالة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، أو أنكر ختمه للنبوة .
- ونعتقد أن رسول الله سيدنا محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) عربي من العدنانيين، وهم من العرب المستعربة الذين هم أفضل العرب، ولهجتهم أفصح لهجات العرب، وهي لغة سيدنا إسماعيل ( على نبينا وعليه الصلاة والسلام ) التي ألهمه الله تعالى إياها، ومنه أخذ العرب العربية المبينة .
- ونعتقد بوجوب الشهادة لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بأنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله تعالى حق جهاده حتى أتاه اليقين .
- ونعتقد بوجوب العلم بأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكتم شيئاً مما أوحى الله تعالى إليه وهو مأمور بتبليغه أو بلغه لبعض المسلمين دون بعض .
- ونعتقد بأفضلية سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) على سائر النبيين والمرسلين والملائكة المقربين، وأنه سيد ولد آدم والخلق أجمعين، وأنه أول الخلائق على الإطلاق، وأن الله تعالى خلق الخلائق لأجله تعظيما له وتوقيرا، وأن الله تعالى اختاره نبيا وآدم منجدل في طينته .
- ونعتقد بوجوب اقتران شهادة ( محمد رسول الله ) ، بشهادة ( لا إله إلا الله ) لمن دخل الإسلام .
- ونعتقد بوجوب العلم بأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وأن نطقه وفعله وإقراره وإخباره حق وصدق وإن كان مازحا .
- ونعتقد بوجوب تصديق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في جميع ما أخبر عنه من أمور الدنيا والآخرة .
- ونعتقد بكفر من ادعى النبوة أو الرسالة، أو صدق من يدعيهما بعدما ختم الله تعالى النبوة والرسالة بسيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ).
- ونعتقد بندب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ( ما لم يكن فيه محذور شرعي ) ، لأن فيه تعظيما وتوقيرا ومحبة واتباعا لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وإحياءً لسنته وتذكيرا للناس بها .
- ونعتقد بكفر من شتم أو انتقص أو استخف تصريحا أو تلميحا بأي نبي من الأنبياء والرسل ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ) ، أو بأي عبد صالح أثنى الله تعالى عليه في كتابه .
- ونعتقد بأفضلية خواص البشر ( الأنبياء والمرسلين ) على خواص الملائكة وعامتهم، وعلى سائر المؤمنين، وأن سائر الملائكة أفضل من سائر المؤمنين .
- ونعتقد بعصمة القرآن الكريم وحفظ الله تعالى له من التحريف والتبديل والتغيير والزيادة والنقصان .
- ونعتقد أن البدعة نوعان محمودة ومذمومة، فالمحمودة : هي كل أمر محدث لا يعارض أصول الدين، والبدعة المذمومة : هي كل أمر محدث يعارض أصول الدين .
- ونعتقد بأن الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما وجد نص شرعي بتحريمه .
- ونعتقد بأن معجزات الأنبياء والرسل حق وهي خوارق يجريها الله تعالى بقدرته على أيديهم تأييدا وتصديقا لنبوتهم ورسالتهم وتحديا وإفحاما للمنكرين .
- ونعتقد بأن كرامات الأولياء المذكورة في كتاب الله تعالى والسنة النبوية الشريفة الصحيحة المتواترة حق، وهي خوارق يجريها الله تعالى بقدرته على أيديهم لا بتطلب منهم بل بفضله ورحمته لحكمة أرادها جلت قدرته .
- ونعتقد بأن الخوارق التي أجراها الله تعالى على أيدي بعض المؤمنين الصالحين هي كرامة من الله تعالى لهم، ويستحب حسن الظن بأهلها .
- ونعتقد أن ما كانت معجزة لنبي يجوز أن تكون كرامة لولي .
- ونعتقد بأن أكرم الكرامات لزوم الطاعات وترك المنهيات والرضا بالمقادير .
- ونعتقد بأن رؤية ذات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في المنام كما وصفه أهل العلم هي حق، وأن الشيطان لا يتمثل به .
- ونعتقد أن زيارة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولو في العمر مرة هي عبادة وقربة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وأن زيارته ( صلى الله عليه وسلم ) بعد وفاته كما في حياته، وأنها من شعائر الله المعظمة .
- ونعتقد أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسيلتنا إلى الله تعالى بعد وفاته كما في حياته .
- ونعتقد ببركة رسول الله وجميع الأنبياء والرسل ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ) والصالحين ( رحمهم الله ) وآثارهم، والتبرك بهم وبآثارهم من السنن المستحبة، وذلك لأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علم أصحابه ( رضي الله عنهم ) على التبرك به وبآثاره، وعليه السلف والخلف .
- ونعتقد بتحريم تجسيم ( أي رسم وتمثيل وتصوير ) الأنبياء والرسل ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ) ، وكذلك آلهم وأصحابهم ( رضي الله عنهم ) ومشاهدتها وترويجها؛ لأن في ذلك إخلالا بهيبتهم وتجرؤا عليهم حيث أن الله تعالى أمر عباده بتعظيمهم وتوقيرهم والاقتداء بهديهم، وبأنهم من أعظم شعائر الدين وحجج الله على عباده .
السمعيات
- ونعتقد بوجوب العلم بما أوحى الله تعالى به إلى رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) بالحق مما علم من الدين بالضرورة، كسؤال منكر ونكير، ونعيم القبر وعذابه، والبعث والنشور والميزان، والصراط، والحوض المورود حوض سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة وبعد جواز الصراط، والحساب وتفاوت الناس فيه إلى مناقَش ومسامَح فيه، ومن يدخل الجنة بغير حساب وهم المقربون، وإخراج الموحدين من النار بعد الجزاء حتى لا يبقى في جهنم موحد بفضل الله تعالى فلا يخلد في النار موحد، وشفاعة رسول الله سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ثم الأنبياء والرسل ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ) ، ثم الصديقين ثم العلماء ثم الشهداء ثم سائر المؤمنين على حسب جاههم ومنزلتهم عند الله تعالى، وأن الساعة لن تقوم حتى تظهر أشراطها كخروج الدابة وغيرها، وأن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها .
- ونعتقد أن لغة أهل الجنة في الجنة بالعربية .
- ونعتقد أن العربية المبينة لغة سيدنا آدم أبي البشر ( على نبينا وعليه الصلاة والسلام ) وهو في الجنة، وبعد توبته ثم نزوله إلى الأرض استمر عليها هو وبنوه، ومن بعدهم اختلطت عند كثير من بني آدم إلا الأنبياء والرسل ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ) فإنهم يوحى إليهم بها ثم يبلغونه أقوامهم بلغتهم .
- ونعتقد بكفر من سب أو أنكر أو استهزأ بأمر معلوم بالضرورة من الدين كالمصحف والملائكة والجنة والنار .
- ونعتقد بوجوب العلم بأنه تعالى أُسرى بعبده ( صلى الله عليه وسلم ) ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك في بيت المقدس فمن أنكر ذلك أو جحده كفر، وأنه ( صلى الله عليه وسلم ) عرج بهِ روحا وجسدا يقظة إلى السماءِ ثمَّ إلى حيثُ شاءَ اللهُ تعالى من العُلى، فمن أنكر ذلك أو جحده فسق، وأن ما أخبر الله تعالى به ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) عن هاتين المعجزتين العظيمتين حق .
- ونعتقد بوجوب العلم بوجود الملائكة وأنهم معصومون، وأنهم ( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) ، سورة التحريم :6.
- ونعتقد بوجوب العلم بوجود الجن وأنهم مكلفون كالبشر .
- ونعتقد أن شفاعة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) للعرب قبل الأمم يوم القيامة .
- ونعتقد أن شفاعة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأهل الكبائر من أمته يوم القيامة .
- ونعتقد أن شفاعة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لمن أحب كثرة العرب لأن كثرتهم تقر عين رسول الله سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ).
- ونعتقد أن شفاعة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لمن عرف فضل العرب وحفظهم ( أي حفظ حرمتهم ).
- ونعتقد أن من تكلم بالعربية خيرا معتقدا بفضلها على سائر اللغات عد كلامه ذكرا لله تعالى .
- ونعتقد أن من تكلم بالعربية معتقدا بفضلها نبت عقله ( أي تنور ) وزادت مروءته .
- ونعتقد أن من تكلم بالعربية معتقدا بفضلها أكرمه الله تعالى بدعوة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) والأنبياء ( على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ) من قبله بالمغفرة له .
- ونعتقد أن من تلفظ بأي حرف من حروف العربية معتقدا بفضلها عد لفظه عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى .
- ونعتقد بانتفاع المسلم في حياته وبعد وفاته بعمل غيره من الأحياء كالدعاء وإهداء ثواب الطاعات له .
- ونعتقد باستحباب زيارة القبور لأنها تذكر الآخرة، وأما زيارة قبور الأنبياء والأولياء والصالحين ففيها زيادة البركة وقبول الدعاء عند أضرحتهم، وزيارة قبر الوالدين من برهما .
- ونعتقد بأن شد الرحال لأي غرض حكمه شرعا كحكم الغرض المقصود، كما لو نذر المسلم أن يسجد في مسجد معين وجب عليه شد الرحال إليه لغرض الوفاء بنذره لأن الوفاء بالنذر واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
- ونعتقد أن زيارة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تشد الرحال إليها لأنها غرض شرعي صحيح .
- ونعتقد أن النهي الوارد في حديث ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) ، ” متفق عليه ” ، مقيد بنية السجود فيها لغرض تحصيل زيادة الثواب حصرا، ولا بأس بشد الرحال إن لم يعتقد هذه الزيادة في غير المساجد الثلاثة لأي غرض شرعي صحيح ككثرة الجماعة أو إمام تقي أو صالحين أو طلب علم أو حلقة ذكر، أما المساجد الثلاثة فتستحق شد الرحال لزيادة ثواب السجود فيها كما ورد في صحيح سنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ).
العرب والعربية
- ونعتقد أن كل مسلم عربي .
- ونعتقد أن من تكلم بالعربية عربي لأن العربية لسان وليست نسبا .
- ونعتقد أن الله تعالى اختار العرب على سائر الأمم، وجعل فطرتهم أسلم وأفضل من كل فطرة وجبلها على مكارم الأخلاق، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منهم، وأن خيريتهم بالنسبة لخيريته تشرفا ووجودا كتشرف المكان بالمكين وتهيؤه له .
- ونعتقد أن العربية لغة التشريع في الإسلام، وأن من تكلم بها كان أقرب إلى فهم أوامر الله تعالى ونواهيه، ومن عمل بمقتضى ذلك كان أقرب للتقوى وكريما عند ربه ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ، الحجرات : من الآية 13.
- ونعتقد أن العرب أكفأ من غيرهم في الإمامة العظمى والصلاة والنكاح لما حباهم الله تعالى به من المزايا الفطرية ومعرفتهم بلغة التشريع .
- ونعتقد أن الله تعالى رفع الرق والعشور عن العرب تكريما لهم وتشريفا لأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منهم .
- ونعتقد أن الله تعالى اختار العرب أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله .
- ونعتقد بأن الله تعالى أكرم العرب وشرفهم أن جعل لهم السبق في حمل راية الإسلام ونشرها بين الأمم تشريفا لهم وتكريما، وأنهم بذلوا الغالي والنفيس والمهج لنصرته .
- ونعتقد بوجوب تعلم ما تصح الصلاة به من العربية؛ إذ لا تجوز بغيرها .
- ونعتقد أن الاهتمام بالعربية وتعلمها وتعليمها هي السبيل الأعظم لخدمة الدين الإسلامي .
- ونعتقد أن الإعراض عن العربية هو تهاون في الدين وتفريط بواجباته .
- ونعتقد بوجوب قراءة وكتابة القرآن الكريم ومتون الأحاديث النبوية الشريفة باللغة العربية، وجواز ترجمة التفاسير والشروح بلغات أخرى .
- ونعتقد أن العربية لفظا وحرفا توقيفية وقديمة .
فضل الأمة المحمدية
- ونعتقد أن الصحابي : هو من لقي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مؤمنا به ومات على ملته، وأن التابعي : هو من آمن برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يره ولكنه صحب صحابيا ومات على ملة الإسلام، وتابع التابعين : هو من آمن برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يره ولم يرَ صحابيا، ولكنه صحب من صحب صحابيا ومات على ملة الإسلام .
- ونعتقد بخيرية القرون الثلاثة، قرن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه ( رضي الله عنهم ) ، ثم قرن التابعين ( رحمهم الله ) ، ثم قرن أتباع التابعين ( رحمهم الله ) ، وأما الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين فيتفاوتون في درجات إيمانهم عند ربهم .
- ونعتقد بوجوب حسنَ الظن بجميع أصحاب رسولِ الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وبجميع أزواجِه الطاهراتِ المبرءات من كل دنَسٍ وأنهن أمهات المؤمنين، وبآل بيته وبذرياتِه المطهرينَ من كلّ رجسٍ، وأنهم عدول، وتوفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو راض عنهم جميعا، وأنه تعالى لا يتقبل إيمان عبد حتى يعرف فضلهم، وأفضلهم ساداتنا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ( رضي اللهُ عنهم أجمعين ) وأن إمامتهم على هذا الترتيب حق، ثم بقية العشرةَ الذين سماهم رسولُ الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبشَّرهم بالجنة، وأن هذه البشرى حق، وهم ساداتنا طلحة، والزبيرُ، وسعدٌ، وسعيدٌ، وعبدُ الرحمن بنُ عوفٍ، وأبو عبيدةَ بن الجرَّاح، ( رضي اللهُ عنهم أجمعين ) ، وأن محبتهم واجبة لأنها عين حب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فمن أحبهم وأثنى عليهم كما أثنى الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) عليهم أجمعين فقد برئَ منَ النفاقِ .
- ونعتقد بتحريم بغض الصحابة ( رضي الله عنهم ) والإساءة إليهم وهو من الكبائر الموبقات، ومن أبغضهم أو أساء إليهم فهو من الضالين المبتدعين، ولا يقبل الله تعالى منه صرفا ولا عدلا يوم القيامة .
- ونعتقد بوجوب تصديق براءة سيدتنا عائشة الصديقة أم المؤمنين ( رضي الله عنها وعن أبيها ) ، وأن من أساء إليها وطعن أو شك في تبرئتها من كل تهمة فقد كفر .
- ونعتقد بوجوب الإيمان بصحبة سيدنا أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأن من أنكرها وطعن أو شك بها فقد كفر .
- ونعتقد بتحريم الاستماع والخوض فيما وقع بين الصحابة ( رضي الله عنهم ) من الخلافات والاقتتال كمعركة الجمل وصفين، ووجوب السكوت عن كل ذلك .
- ونعتقد بتحريم الاستماع والخوض في حادثة الطف في كربلاء ومقتل سيدنا الحسين ( رضي الله عنه ) ، لأن ذلك يورث الضغينة بين المسلمين فوجب السكوت عن كل ذلك .
فضل العلم وأهله
- ونعتقد بوجوب الاقتداء بأهل العلم والذكر وبارتفاع درجاتهم على غيرهم، وتعظيمهم وتوقيرهم ومحبتهم لأنهم أهل القرآن وهم أهل الله تعالى وخاصته، وأن ذلك من تعظيم شعائر الله تعالى، ويحرم الاستخفاف بهم .
- ونعتقد بوجوب طلب العلم على كل مسلم بقدر ما تصح به فرائضه .
- ونعتقد بوجوب التقليد على من لم تكن له أهلية الاجتهاد لأحد أئمة المذاهب الأربعة الذين أجمعت الأمة على عدالتهم وصحة مذاهبهم في فقه الشريعة الإسلامية، وهم الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد ( رحمهم الله جميعا ).
- ونعتقد بأن القيام لأهل الفضل كالعلماء والأولياء والصالحين والوالدين والكرماء من المؤمنين وولاة الأمور العادلين، وتقبيل أياديهم وأرجلهم وخدمتهم وإنزالهم منازلهم سنة مستحبة، وأن الاستخفاف بهم حرام، وكذا الفاجرون دفعا لظلمهم .
- ونعتقد باستحباب التوسل إلى الله تعالى بالوسائل الشرعية لأنه وقار أي أدب عالٍ مع حضرة الله تعالى ككلماته وأسمائه وصفاته وأنبيائه ورسله وأوليائه وآثارهم بعد وفاتهم كما في حياتهم، أو ببعض الأزمنة كليلة المولد ويوم عرفة، والأمكنة كالمشاعر المقدسة، والأعمال الصالحة كبر الوالدين، والنيات الصادقة كنية ترك المعصية من خشية الله تعالى .
- ونعتقد بوجوب طاعة ولي الأمر وإن كان فاجرا في كل أمر ما لم يكن معصية، والجهاد تحت رايته، وتحريم الخروج عليه، ولا ننزعُ يدًا من طاعتِه، لأنها من طاعةِ الله تعالى، ولا ندعو عليه بل ندعو له بالصلاحِ والمعافاةِ، وبصحة الصلاة خلفه لأنها تجوز خلف البر والفاجر .
- ونعتقد بوجوب الأخذ بإجماع الأمة وملازمة السواد الأعظم للمسلمين، لأن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ إلى النار، ومن أراد تفريق الأمة وأمرها جميع وجب قتاله .
- ونعتقد بوجوب حسن الظن بمن كان مسلوبا عقله، أو مغلوبا عليه كالمجاذيب والمغمى عليهم والمصروع والمكره، ونفوض أمرهم إلى الله تعالى مع وجوب الإنكار شرعا ( ظاهرا لا باطنا ) لما يقع منهم مخالفا للشريعة صيانة لحرمتها .
- ونعتقد بخيرية أمة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وبفضلها على سائر الأمم على الإطلاق .
- ونعتقد بتحريم سفك دم المسلم وسلب ماله وانتهاك عرضه إلا بحقه .
- ونعتقد بتحريم تكفير أي مسلم من أهل القبلة إلا إذا كفر كفرا بواحا صريحا لا يقبل التأويل ومجمعا عليه عند جميع المذاهب الإسلامية المعتبرة .
- ونعتقد بوجوب موالاة المؤمنين ومودتهم، ولا يكمل إيمان عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن الحقد والغل والضغينة والكراهية تناقض كمال الإيمان وأنها من أبواب الضلالة، وأن سباب المسلم فسوق وأن استحلال قتاله كفر .
- ونعتقد بتحريم موالاة الكافرين، والتزويج لهم ومنهم، والهجرة إلى ديارهم للإقامة بين ظهرانيهم إلا لغرض تبيحه الشريعة، لأن ذلك كله يجر إلى الكفر .
- ونعتقد بتحريم الوقوع في أولياء الله تعالى ومعاداتهم وإساءة الظن بهم، ومن فعل ذلك حاربه الله تعالى ويخشى عليه من سلب الإيمان .
الإيمان
- ونعتقد أن الإسلام قول باللسان وعمل بالأركان وتصديق بالجنان .
- ونعتقد أن للإسلام خمسة أركان وهي : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .
- ونعتقد أن المسلم هو من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وصدق بقلبه وعمل بمقتضى ذلك من تطبيق الأركان .
- ونعتقد أن للإيمان ستة أركان وهي : أن تؤمن بالله تعالى وبملائكته وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره كله من الله تعالى، وأن من آمن بها هو المؤمن .
- ونعتقد أن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وأن الحياء شعبة من شعب الإيمان .
- ونعتقد أن الإيمان يزيد بفعل الطاعات وترك المنهيات وينقص بفعل المنهيات وترك الطاعات، ويخلَق بسبب الغفلة وصحبة الغافلين والتهاون بالطاعات والابتعاد عن صحبة الصادقين وقلة الذكر، ويتجدد بسبب الذكر وصحبة الصادقين الذاكرين والاهتمام بالطاعات وحلق الذكر ومراقبة الله تعالى .
- ونعتقد أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أمر الناس بحب العرب وأنه سبب في زيادة الإيمان .
- ونعتقد أن حب العرب عين حب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأنه عربي بل هو أعرب العرب، وأن حبهم من أسمى العبادات والقربات الموصلة إلى محبة الله تعالى ورضوانه .
- ونعتقد أن بغض العرب سبب في نقص الإيمان وأنه علامة نفاق أو كفر ( والعياذ بالله ).
- ونعتقد أن من أبغض العرب حرم من مودة وشفاعة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ لأن بغضهم هو بغضه ( صلى الله عليه وسلم ) وسبب يؤول إلى مفارقة الدين .
- ونعتقد أن من سعى في هلاك العرب فقد سعى في فناء الإنسانية .
- ونعتقد أن من سعى في إذلال العرب فقد سعى إلى ذل الإسلام .
- ونعتقد أن من سب العرب فقد اتصف بصفة المشركين ( والعياذ بالله ).
- ونعتقد أن أمور الدين تنطوي بثلاثة أمور : امتثال أوامر الله تعالى، واجتناب مناهيه، والتسليم لقضائه وقدره .
- ونعتقد أن الدين يسر وليس عسرا، وأنه الحنيفية السمحة والمحجة البيضاء، ليلها كنهارها، من تمسك بها نجا ومن حاد عنها هلك .
- ونعتقد بوجوب طاعة الله تعالى على خلقه كما أوجبها على أنبيائه ورسله الذين بعثهم بوحيه وأمره المندرجة في شرعه الحنيف لا بمجرد العقل أو الهوى أو العرف .
- ونعتقد أن الإحسان هو أن تعبد الله تعالى كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فهو مراقبة الله تعالى في كل حال .
- ونعتقد أن الولي هو من والى الله تعالى ورسوله والمؤمنين واتبع الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وتمسك بسنته حتى كمل إيمانه وتذوق حلاوته، فحبه لله وبغضه لله، وكان الله سمعه وبصره ويده ورجله وإرادته .
- ونعتقد بوجود الأبدال : وهم كبار أولياء الله تعالى، وعددهم ثلاثون أو أربعون .
- ونعتقد أن الصوفي هو من سعى لتصفية قلبه وتحلى بمقام الإحسان .
- ونعتقد بوجوب السعي لتصفية القلب بالتحلي بمقام الإحسان وهذا هو التصوف وبه يصل العبد إلى معرفة ربه؛ إذ لا يتم إلا بالتزام شرع الله تعالى باتباع رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) قولا وعملا وخلقا، ومنه دوام مراقبة الله تعالى وتقواه في السر والعلانية والرضا عن مقاديره في القليل والكثير، والرجوع إليه في السراء والضراء، والتوكل عليه والثقة به وملازمة الأدب، وسلامة القلب من حب الدنيا وما يدعو إليها، وعدم الانشغال بإقبال الخلق أو بإعراضهم، واجتناب الصفات والأخلاق الرذيلة، وهذا كله لا يمكن التحقق بالتزامه إلا بصحبة الصالحين : وهي صحبة شيخ مرشد مربٍ عالم عامل كامل يصحبه ويتعلم منه تطبيق شرع الله تعالى وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ويتلقى منه أذكارا وأورادا مأثورة ومروية بالسند الصحيح إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لكي يكون ذاكرا متجنبا الغفلة؛ فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
- ونعتقد بوجوب ذكر الله تعالى على كل حال، وأنه من أعظم القربات، ومنه إقامة حلقات الذكر بعد الصلوات المكتوبة، وأن الذاكر فيها جليس الله تعالى وجليس ملائكته والمؤمنين من الإنس والجن .
- ونعتقد بتزكية قلوب صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من كل إثم ظاهرا وباطنا كالكذب والزنا والحقد والرياء والكبر والحسد وحب الدنيا؛ فأصبحت سليمة من الآثام ومنورة ومهيأة لتلقي الواردات الإلهية الإيمانية كالصدق والعفة والمحبة والإخلاص والتواضع والإيثار والإقبال على الآخرة بالرابطة الروحية من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ).
- ونعتقد بوجوب الرابطة الروحية مع شيخ مرشد مربٍ عالم عامل كامل في كل عصر وهي تذكر المؤمن لعهده الذي عاهد عليه شيخه وبايعه عليه للاستفادة منها بحكم اتباع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومحبته، فتؤهله لمراعاة حق الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والرضا بمقاديره، ولمراعاة حق نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) في حبه واتباعه بالتزام سنته، وهذه الأهلية هي الواجب على كل مكلف، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
- ونعتقد بوجوب اتخاذ شيخ مرشد مربٍ خلفا لمن توفي شيخه على أن يكون هذا الشيخ الخليفة عالما عاملا كاملا مأذونا بخلافة شيخه الأول ليتم له سلوكه في التصوف .
- ونعتقد بوجوب بيعتين :
- أ. بيعة سلوك التصوف : وهي مبايعة شيخ مرشد مربٍ عالم عامل كامل الأهلية في الإرشاد على طاعة الله تعالى واجتناب مناهيه والرضا بمقاديره واتباع نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهذا هو بداية الدخول في طريق التصوف ويسمى ( الإذن في السلوك الصوفي ).
- ب . بيعة السلطان الشرعي ( رئيس البلاد ) وتكون على السمع والطاعة والولاء، والبيعتان اجتمعتا لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والخلفاء الراشدين وآحاد أفراد من بعدهم من خلفاء المسلمين لأنهم كانوا مؤهلين للقيام بحق البيعتين، ثم انفردت من بعدهم كل بيعة على حدة : بيعة سلوك التصوف يختص بها الشيخ المرشد المربي وهو العالم العامل الكامل، وبيعة الطاعة والولاء للسلطان الشرعي، ويختص بها رئيس البلاد .
- ونعتقد بوحدة الطرق الصوفية وهي طريق معرفة الله تعالى ومحبته وطاعته بلزوم أوامره واجتناب نواهيه والرضا بمقاديره واتباع نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) بلزوم سنته الشريفة قولا وفعلا وحالا وخلقا، وأن اختلاف أسماء الطرق الصوفية هو للتعريف والتمييز حصرا .
- ونعتقد بجواز تأسيس الزوايا ( الربط أو التكايا ) ، وهي مساجد خاصة اتخذها الصحابة ( رضي الله عنهم ) في بيوتهم بإذن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، واتخذها المسلمون من بعدهم لإقامة الصلوات وحلق الذكر ودروس العلم والإرشاد، ولا تستلزم وقفيتها .
- ونعتقد بفرضية الجهاد وهي نوعان :
- أ. فرض عين وهو جهاد الدفع ويكون في حال احتل الكفرة أرضا من بلاد المسلمين أو وصلوا مسافة القصر عن ثغر المسلمين وأرادوا الدخول .
- ب. وفرض كفاية وهو جهاد الطلب ويكون الغزو فيه تحت راية سلطان شرعي، وينقسم الجهاد إلى : جهاد أكبر وجهاد أصغر، فالجهاد الأكبر هو مجاهدة النفس في ذات الله تعالى لترويضها على طاعته واجتناب نواهيه والرضا بمقاديره واتباع نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولا يدرك إلا بسلوك التصوف، والجهاد الأصغر هو جهاد الكفرة بنوعيه العيني والكفائي .
- ونعتقد أن القصاص في الدنيا تطهير للعبد في الآخرة، وأنه حياة تامة له، ومنه الحدود من مرتكبي بعض الجرائم .
- ونعتقد أنه ما من عبد يحتقر شيئا إلا أحوجه الله تعالى إليه .
- ونعتقد أن الله تعالى جعل جزاء العبد من جنس عمله ( قولا أو فعلا أو نية ) ، خيرا كان أو شرا، صغيرا كان أو كبيرا، في الدنيا أو في الآخرة، وكما يدين يدان، وبالكيل الذي يكيل يكال له، وهذا بمحض عدله تعالى، فإن تاب وعمل صالحا ثم اهتدى فالله غفور رحيم، وهذا بمحض فضله تعالى .
- ونعتقد أن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان .
- ونعتقد أن قوام الدين النصيحة، وهي لله تعالى بالإخلاص له، ولرسوله ( صلى الله عليه وسلم ) باتباعه، ولكتابه بالعمل به، ولأئمة المسلمين بطاعتهم ونصحهم وعدم الخروج عليهم، ولعامة المسلمين بمحبتهم وإرشادهم .
- ونعتقد أن عمل العبد معتبر بنيته، وأن لكل امرئ ما نوى .
- ونعتقد أنه ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر .
- فمن اعتقد جميع ذلك موقنا به كان من المهتدين ومن أهل العقيدة الصحيحة المستقاة من هدي كتاب الله تعالى وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وهي الحنيفية السمحاء والدين الخالص .
- وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .